قصف إسرائيلي على ريف دمشق بزعم حماية الدروز
قصف إسرائيلي على ريف دمشق بزعم حماية الدروز
هاجم الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، موقعاً عسكرياً في ريف العاصمة السورية دمشق، بزعم "منع هجوم يستهدف الطائفة الدرزية"، وفق بيان رسمي صادر عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس.
وأفادت وكالة "معا" الفلسطينية بأن القصف جاء بتوجيه مباشر من نتنياهو وكاتس، اللذين أكدا أن العملية جاءت في إطار ما وصفاه بـ"التحذير الوقائي" ضد مجموعة وُصفت بـ"المتطرفة"، كانت تستعد -بحسب الرواية الإسرائيلية- لمهاجمة تجمعات درزية في منطقة صحنايا جنوب غرب دمشق.
التزام نحو الدروز
أعلن كل من نتنياهو وكاتس في البيان أن "إسرائيل لن تسمح بالمساس بأمن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا"، معتبرين أن هذا الموقف ينبع من "الالتزام العميق تجاه إخواننا الدروز في إسرائيل"، مشيرين إلى وجود "روابط تاريخية وعائلية تجمعهم بأشقائهم الدروز في سوريا".
وأضاف البيان أن إسرائيل بعثت برسالة شديدة اللهجة إلى النظام السوري، تطالبه فيها بـ"اتخاذ خطوات عاجلة لوقف أي تهديد قد يطول الطائفة الدرزية"، في إشارة إلى تحميل دمشق مسؤولية أمن هذه الجماعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها جنوب سوريا.
وشهدت مناطق في الداخل الفلسطيني، صباح اليوم، موجة من الاحتجاجات الشعبية نفذها أبناء الطائفة الدرزية، على خلفية ما وصفوه بـ"المجزرة التي تتعرض لها الطائفة في سوريا".
وخرج العشرات في تظاهرات غاضبة عند مفترق الياسيف قرب مدينة عكا، وكذلك في قرية الرامة، حيث قام المحتجون بإحراق الإطارات على امتداد الطريق السريع رقم 85، تعبيراً عن الغضب والاستياء من تفاقم استهداف الدروز في سوريا.
مطالبات بحماية أبناء الطائفة
وردد المتظاهرون شعارات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية أبناء الطائفة، كما دعوا الحكومة الإسرائيلية إلى لعب دور أكبر لوقف الهجمات ضد الدروز في منطقة الجنوب السوري، لا سيما في ريف دمشق والسويداء.
تعيش الطائفة الدرزية في سوريا، وخاصة في محافظة السويداء، حالة من التوتر الأمني منذ أشهر، بسبب تصاعد الهجمات من قبل جماعات مسلحة بعضها يتبع تنظيمات متشددة، وأخرى مجهولة الانتماء.
وتشير تقارير حقوقية إلى تنامي الهجمات والخطف والاغتيالات التي تستهدف وجهاء وشخصيات محلية درزية، وسط اتهامات متبادلة بين النظام السوري وجماعات المعارضة بالتقصير أو التورط في إثارة الفوضى.
حياد نسبي للدروز
ويُذكر أن الطائفة الدرزية في سوريا حافظت، إلى حد بعيد، على حياد نسبي خلال سنوات الحرب السورية منذ عام 2011، إلا أن الوضع الإنساني والأمني في مناطقها شهد تدهورًا كبيرًا مؤخراً، ما دفع أبناء الطائفة في مناطق مختلفة، بما في ذلك داخل إسرائيل، إلى التحرك والاحتجاج.